وفاء الإبل /قصة حقيقيه / رواتها كثيرون أخترت لكم أحدها
روتها أحدى الكبيرات في السن
تقول الراويه كنت طفلة لا أتجاوز الستة أعوام تقريبا في فترة ألم بالناس فيها وباء مميت توفي بسببه
والدي عبد اللطيف وبعده بشهر لحق به شقيقه ألوحيد عابد<عمها> بعد زواجه بربع عام , وبعدهما شقيقها ألوحيد هميل بن عبد اللطيف ألذي لم يبلغ ألحلم ,
وتقول , بموت من ماتوا رحمهم الله كانت صاحبة ألقلب ألكسير عليها سحائب ألرحمة جدتي لأبي <حسناء>
قد وجدت نفسها وحيدة دون عائل لم يبق من ذريتها أحد سواي تشكو الى الله بثها وحزنها وفقدها لبنيها ...
وتضيف أنه قبل موت والدها وعمها أصاب الناس قحط رحلا بسببه بمواشيهما بحثا عن ألكلأ من أوديتهم بالفرعة ببلاد ثمالة ألى ضرايم على بعد أميال بتهامه , ولم يمض سوى أشهر حتى توفي أبوها أولا ثم عمها ألذي كان له من أبله جملا يصطحبه في حله وترحاله ويتنقل عليه من ديار الى ديار ومن أسواق ألى أسواق ويكرمه ويرفق به ,
وفي يوم وفاة عمها عابد سمع جمله نحيب ألنسوة وكان يرعى مع الإبل بجبل قريب فاندفع من بينها منطلقا الى المراح مكان مصدر النواح ألذي رأى فيه صاحبه ممددا, وظل يدور مساء ذلك أليوم الحزين على المكان المسجى فيه الميت وله حنين وأنين وعيناه تذرفان الدموع ....
وفي فجر اليوم التالي حمل المتوفى على جمله الحزين لنقله ودفنه بالفرعه في مجنة <مقبرة> أهله , وسار ألمرافقون بالجمل وعليه جنازة صاحبه الى أن وصلوا بعد الشروق بقليل مكانا يسمى نقب النعامة على بعد نصف ساعة مشيا على الأقدام من الفرعه حيث فوجئوا بالجمل يبرك في الطريق ,
فحاولوا بالرفق أقامته ثم بالضرب ولم تجد كل المحاولات مما أضطرهم الى أرسال مندوب عنهم الى الفرعه لطلب المعونه لحمل الجنازة على ألأكتاف , ثم حضر من حضر ونعشوا الجنازة ودفنوها بالفرعه ظهيرة ذلك اليوم , وفي مساء اليوم نفسه قفلوا عائدين من نفس طريق مجيئهم الى أن وصلوا الجمل الذي وجدوه في مبركه
متصلبا حيث تركوه لم يتزحزح عنه وقد فارق الحياه ولا أثر للحرارة أو الليونة في بدنه مما يدل على الموت ألمبكر حزنا على صاحبه مما زادهم حزنا على حزن .....